بعض نماذج التقصى الوبائى حول العالم

التقصى الوبائى هو تتبع للحالات المرضية المعدية سواء كانت فردية أو جماعية (وباء) لمعرفة مصدر العدو ى والعوامل التى أدت إلى انتشاره واتخاذ الإجراءات الوقائية للقضاء عليه أو الحد منه وهى عملية تتم بترتيب عقلانى تستخدم فيه الخبرة الميدانية والعلمية وهى أشبه بعمليـات البحـث الجنائى وفيه ترسل مجموعات لعمل التحريات وجمع المعلومات وترتيبها وتقيمها والتوصل إلى فكر أو رأى عن المتسبب مدعما بالآدله والبراهين . وفى التقصى الوبائى يتم جمع البيانـات وتحليلهـا واستقرائها والتوصل أيضا إلى رأى نحو مسببات المرض ومصادر العـدوى مـدعما بـالفحوص المعملية ونتائج الزيارات الميدانية للمناطق الموبؤة والتى ينتشر بها المرض.
وسوف نسرد بعض النماذج الخاصة بعمليات التقصى الوبائى التى اعتمدت علـى الدراسـة والملاحظة بعضها يعتبر علامات تاريخية فى علوم الوبائيات وبعضها له الصفة المحلية المصرية.
1- جينر ١٧٩٨:

أكتشف بالدراسة والملاحظة أن المريض بجدرى البقر يكتسب مناعة ممتدة ضد مرض الجدرى القاتل  ولهذا أستخدم فيروس جدرى البقر فى تحصين الأفراد ضد مرض الجدرى . ويرجع الفضل لهذا الاكتشاف فى استئصال مرض الجدرى نهائيا من العالم.
2- جون سنو ١٨٥٤:

برهن أن مصدر وباء الكوليرا الذى أنتشر فى إحدى مقاطعات إن جلترا هو أستخدم مياه للشرب من طلمبة ملوثة وان العدوى تنتقل بطريق مباشر بين فرد والآخر وذلك قبـل اكتشاف ميكروب الكوليرا بحوالى ٢٧ عاما
3- باد ١٨٤٧:
 توصل إلى أن التيفود مرض معدى . وبعدها توصل أيضا إلى أن مرض الـسل مرض معدى قبل اكتشاف ميكروب الدرن بحوالى ١٥ عاما.
4- ليرمان ١٨٨٥ :

اكتشف العلاقة قبل بين ظهور الصفر اء ونقل مشتقات الدم بالحقن قبل إعـادة أكتشاف هذه العلاقة مرة ثانية بعد ٥٧ عاما.
5- مونتريال "كندا" ١٩٢٧:

أنتشر وباء التيفود فى المدينة . وأشارت الدراسات الأوليـة إلـى أن مصدر العدوى هى الألبان التى تنتجها إحدى الشركات وأكتشف فعلا أحد العمال حاملا للميكـروب وتم استبعاده . الآ أن موجة جديدة من الوباء اجتاحت المدينة واتجهت الشبهات للمرة الثانية إلى البن المبستر الذى تنتجه نفس الشركة وعندئذ تم إجراء التقصى الوبائى بحرص وبكل دقة . وتبـين أن اللبن يصل إلى الشركة من مصادر متعددة بعد تجميعه فى محطة تجميع ومنها ينقل إلى ا لـشركة . وبينت الدراسة أن عملية بسترة وتعقيم اللبن تتم بصورة تتفق تماما مع الـشروط التـى وضـعتها السلطات الصحية فى مونتريال ولكن السعة التصميمية لا تتسع الآ لـ ٧٥% فقط من كميات اللبن التى تجمعها الشركة . بمعنى أن ٢٥% من كمية اللبن المعلبة التى تباع يتم توزيعها بدون بستره . وبالتالى انتقلت العدوى من مزارع إنتاج اللبن إلى المستهلك عن طريق اللبن غير المبـستر الـذى تعبأه الشركة. وهذا المثال يبين أن الباحثين قد حصلوا على التفاصيل الدقيقة ل عملية تجميع اللـبن وكمياتـه ومصادره وكيفية تعقيمه والسعه التصميمية لعملية البس ترة خلال ساعات التشغيل . ثم قاموا بعمليات حسابية صحيحه للتوصل إلى أن ٢٥% من اللبن الذى يتم توزيعه لم يتم تعقيمـه وهـو مـصدر العدوى .
Loading...